خالد بدر الدين يروي فندق صوفر الكبير في لبنان -الذى تم افتتتاحه هذا الشهر- على مدى أكثر من قرن من الزمن بالرسم والرقص والموسيقى مئات الحكايات أسرار ملوك ورؤساء وفنانين منهم الممثل العالمى عمر الشريف والموسيقار محمد عبدالوهاب والمطربة أم كلثوم من مصر. وذكرت وكالة رويترز أن الفنان والناشط البريطاني توم يونج يتنقل في الطبقة الأولى من فندق صوفر الكبير ليشرح للزائرين خلفيات كل لوحة مرسومة على الجدران ويبلغ عددها 60 لوحة اتخذت مكانها على الجدران العتيقة وبينها رسومات للممثل المصري عمر الشريف، والموسيقار المصري محمد عبدالوهاب، والأديب اللبناني أمين الريحاني، وجمعيهم كانوا نزلاء الفندق في النصف الأول من القرن الماضي. ويزهو توم يونج بما أنجزه من رسومات ويشير إلى لوحاته شارحا تفاصيلها وأبعادها ويقول للصحفيين: "هذا هو المطرب فريد الأطرش وهذه أخته أسمهان أو آمال الأطرش، كانا هنا في الفندق، ظلا هنا، وهنا نراهما يتناولان القهوة مع أم كلثوم". ويشهد تاريخه أنه جمع مشاهير العرب والأجانب وكان الدخول إليه ممنوعا إلا بالملابس الرسمية، شغله أشهر السياسيين اللبنانيين ومنهم الرؤساء الراحلون إميل إده وبشارة الخوري وكميل شمعون وغيرهم، إضافة إلى الملك الأردني حسين والزعيم المصري سعد زغلول والعديد من الأمراء والفنانين العرب. وفتح الفندق أبوابه أمام الزائرين لفترة وجيزة حتى 21 اكتوبر الجارى لاكتشاف الذاكرة المثقوبة ببصمات الحرب والتي تحولت إلى جزء من ديكور الفندق والتعرف على فصول من الذاكرة التي ما تزال محفورة على جدرانه

لأول مرة منذ الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 وانتهت عام 1990. وفي غرفة تحتوي على طاولة روليت قديمة متهالكة رسم يانج لوحة لمسؤولين عرب وبريطانيين بناء على صور اجتماع جامعة الدول العربية الذي عقد عام 1947 في الفندق. وشُيد الفندق صوفر عام 1885 ويملكه إبراهيم سرسق الذي اختار تصميمه على الطراز الإيطالي وجعل الجدران والأرضيات في الفندق خالية تماما من أي تزيين أو ورق جدران ولم يبق أي أثر للزجاج على النوافذ. ويتراقص بعض اللبنانيين والأجانب على وقع الموسيقى في  فناء الفندق الخارجى حيث يلفح نسيم المساء البارد الحضور مما أعاد الحياة إلى الفندق. ولم يقتصر تركيز الفنان البريطاني على المبنى كأثر إنما اهتم أيضا بربط الفندق بالتاريخ السياسي حيث يشير بأصابعه إلى حديقة الفندق قائلا ”هنا أول اجتماع بين الفرنسي والبريطاني في الحديقة في فترة الحرب العالمية الأولى... هذا الفندق هو بمثابة كتاب تاريخ عن لبنان منذ القرن التاسع عشر. هو مكان سحري وأسطوري ويلهمنا الكثير“. وخلال الحرب الأهلية في لبنان التي اندلعت بين عامي 1075 و1990 احتلت الفندق القوات السورية وحولته إلى مركز عملياتها طيلة فترة سيطرتها على لبنان التي استمرت لنحو ثلاثة عقود قبل أن تنسحب في عام 2005. وتقول المواطنة أديبة عبد الخالق التي بلغت السبعينات من العمر لرويترز ”عندما زرت الفندق استرجعت كل ذكرياتي، نحن نقطن في منطقة قريبة من الفندق وكنا دائما من رواده، كان يشكل فسحة جمالية لا سابق لها، ماض له عز كبير، كنا نلتقي بالفنانين العرب والأجانب .. هذه الأيام لن تتكرر“.