دخل مجلس النواب المصري، على خط أزمة عرض مخطوطة مصرية مملوكة لدار الكتب المصرية، وتعود للسلطان المملوكي قنصوه الغوري، للبيع في دار مزادات "سوثبي" بلندن، في 24 أكتوبر الجاري. وقدمت النائبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، أمس، طلب إحاطة حول الواقعة، مطالبة بالتدخل العاجل لوقف عملية البيع بأقصي سرعة. "الوطن" تنشر في التقرير التالي، أبرز المعلومات المتاحة عن المخطوطة القرآنية المملوكية، والتي انفردت "الوطن" في عددها الصادر السبت الماضي، بالكشف عن عرضها للبيع في دار المزادات البريطاني "سوثبي" على لسان الدكتور أحمد عبدالباسط، الباحث بمعهد المخطوطات العربية، التابع لجامعة الدول العربية، وعضو هيئة التدريس بقسم البحوث والدراسات التراثية، والمشرف الأسبق على قسم المخطوطات والبرديات والمسكوكات بدار الكتب أيضًا، قبل صدور بيان دار الكتب والوثائق القومية حول المخطوطة بـ4 أيام. وعرضت دار مزادات "سوثبي" في وقت لاحق، جزء رابع مخطوط من ربعة قرآنية نفيسة، كُتبت بقلم النسخ، وقف للسلطان المملوكي الجركسي الأشرف أبوالنصر قنصوه الغورى (922 هجرية) على مدرسته الملحقة بالمسجد المعروف باسمه حتى الآن، للبيع في مزاد مقرر عقده 24 أكتوبر الجاري. ويقع الجزء المعروض للبيع في 28 ورقة، ويشتمل على الجزء الرابع من القرآن الكريم بدءاً من الآية 92 من سورة آل عمران، حتى الآية 23 من سورة النساء، وعلى ظهريته صيغة الوقف التى تثبت وقفه على مدرسة قنصوه الغورى، وبأسفلها رقمه العمومي 19214 بالكتبخانة المصرية "دار الكتب والوثائق القومية حاليًا". وأصدرت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، بيانًا رسميًا، مساء الثلاثاء الماضي، فيما يتعلق بشأن بيع المخطوطات التراثية في أحد المزادات العالمية بالخارج، قائلة: "إن الهيئة

تتابع عرض المخطوطات المملوكة لمصر بحرص واهتمام شديد"، مؤضحةً أنها أعدت ملفًا مدعما بكل الوثائق التي توضح بجلاء ملكية الدار لهذا المخطوط وتاريخ فقده من واقع سجلات وفهارس دار الكتب المصرية، سعيًا لإيقاف عملية البيع. وسبق لـ"عبدالباسط"، أن أسهم في استرداد مخطوط "المختصر في التاريخ" لمحمد ابن سليمان الكافيجي -879 هجرية- بعد ما كان معروضًا للبيع في أحد المزادات بلندن قبل شهرين تقريبًا، مشيرًا إلى أن العديد من المخطوطات التي كانت تحتفظ بها المكتبات القومية فى مصر، تم تسريبها فى فترات زمنية مختلفة. وطالعت "الوطن"، المخطوط المعروض للبيع على الموقع الإلكتروني لدار "سوثبي" للمزادات بلندن، عبر هذا وقدمت دار "سوثبي" توصيفاً للمخطوط قائلةً: "مخطوطة باللغة العربية على ورق مصقول، 28 ورقة، بالإضافة إلى 2 من الأوراق المتطايرة، 7 أسطر على الصفحة المكتوبة بخط نسخ أنيق بالحبر الأسود، يحكم باللون الأحمر، والآيات مفصولة بالذهب والوئام متعددة الألوان، ويضم هوامش مع علامات مكتوبة بخط الثلث المذهب باللون الأسود مع الفراغات المملوءة باللون الأحمر، مع مقدمة من ألوان متعددة وذهبية، وعنوان سورة مكتوب بخط الثلث الذهبي محدد باللون الأسود مع فتحات مملوءة باللون الأسود، وانطباعات عن ختم الملكية ونقوش الوقف، في تجليد بني مختوم مطلي بالذهب". كانت "الوطن"، وثَّقت فى تحقيق استقصائى، من حلقتين، بعنوان: (رسالة الشافعى.. إرث "الإمام" أسيرًا)، شهادات لعاملين حاليين وسابقين بـ"دار الكتب" اختفاء عشرات المخطوطات من "الدار" في وقت سابق، منها مخطوطة الإمام الشافعي المعروفة باسم "الرسالة"، قبل أن يتوصل التحقيق إلى أن مخطوطة الإمام الشافعي بيعت قبل سنوات في أحد مزادات العاصمة البريطانية لندن.   د. أحمد عبدالباسط