رويترز هبطت العملة السعودية الريال إلى أدنى مستوياتها في عامين بينما تراجعت أسعار السندات الدولية للمملكة اليوم الاثنين، بفعل مخاوف من تقلص تدفقات الاستثمار الأجنبي، نتيجة ضغوطات بشأن اختفاء الصحفي جمال خاشقجي. وبلغ السعر المعروض للريال السعودي 3.7524 ريال مقابل الدولار الأمريكي في السوق الفورية خلال المعاملات المبكرة اليوم الاثنين، وهو أضعف مستوى له منذ سبتمبر 2016. وتشير التعاملات في سوق العقود الآجلة للعملة، التي تستخدمها البنوك للتحوط في الاستثمارات، إلى أن بعض المؤسسات تحمي نفسها من مخاطر تدفقات الأموال، أو عقوبات أمريكية على الرياض بعد اختفاء خاشقجي الناقد البارز للسلطات السعودية في اسطنبول. لكن تحركات السوق كانت محدودة قياسا إلى بعض فترات عدم الاستقرار خلال السنوات الماضية، وهو ما يشير إلى أن المستثمرين لم يصبهم الرعب من قضية اختفاء خاشقجي مثلما كان الحال وقت انهيار أسعار النفط الذي بدأ في 2014. وهدد

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ”بعقاب شديد“ للرياض إذا ثبت تورطها في قتل خاشقجي في قنصليتها باسطنبول كما يقول مسؤولون أتراك. وتنفي المملكة ذلك، وحذرت يوم الأحد من أنها ستعارض أي عقوبات وترد عليها بإجراءات أشد. وشهدت أسعار النفط تحركات محدودة للغاية يوم الاثنين، في الوقت الذي قال فيه محللون إنهم يشكون في أن السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، ستخاطر بعزلة دولية وبتضرر ماليتها العامة بخفض صادراتها في الوقت الذي تمضي فيه قدما في إصلاحات تهدف إلى خلق وظائف وتنويع اقتصادها. لكن كريسجانيس كروستينز مدير فريق الشرق الأوسط وأفريقيا لدى وكالة فيتش للتصنيف الائتماني قال إن المسألة ربما تضر ببعض مكونات برنامج الإصلاح. وتابع ”إذا كان هناك أي تغيير مستدام في رغبة المستثمرين في الاستثمار في السعودية، فربما يؤدي ذلك إلى تباطؤ في تنفيذ بعض مبادرات رؤية 2030، وزيادة حاجة المملكة لاستخدام الدين وموارد دولية لتمويلها“.