خيّم اللون الأحمر على أصول الأسواق العالمية الخطرة وكذلك الآمنة خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، ليكون الحدث الأبرز مع تهاوي أسعار النفط بنحو 7%. ورغم أن الخسائر كانت واضحة في أسواق الأسهم والذهب والنفط وكذلك سوق العملات الإلكترونية إلا أن الدولار الأمريكي كان الرابح الوحيد مع تكالب المستثمرين عليه كأحد الملاذات الآمنة. الأصول الخطرة اللون الأحمر كان السمة السائدة في البورصات العالمية كافة، مع خسائر تتجاوز 550 نقطة في مؤشر "داو جونز" إضافة لامتداد الموجة البيعية إلى أوروبا وآسيا . وأغلقت " وول ستريت " داخل المنطقة الحمراء وسط موجة بيعية حادة بقطاع التكنولوجيا دفعت كافة القطاعات للهبوط ومحو مكاسب 2018 بالتزامن مع مخاوف بشأن الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم. وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومه على سياسة الفيدرالي الأمريكي قائلاً إنه يرغب في رؤية معدلات الفائدة منخفضة، في إشارة إلى أن اضطرابات الأسواق المالية سببها البنك المركزي. وتوقع تقرير حديث أن يتباطأ نمو الاقتصاد العالمي خلال العامين القادمين مع تشديد السياسة النقدية فضلاً عن التطورات السياسية لكنه في الوقت نفسه ألمح إلى أن هذا التباطؤ لن يكون حاداً. وفي الوقت نفسه، صعد مؤشر الخوف للأسهم الأمريكية خلال التعاملات إلى أعلى مستوى بـ3 أسابيع مع تواصل الموجة البيعية بقيادة أسهم التكنولوجيا لليوم الثاني على التوالي. وبالنسبة للبورصات الأوروبية ، فشهدت تراجعاً بأكثر من 1% بنهاية تداولات اليوم مع قطاعي التكنولوجيا

والبنوك من بين القطاعات الأسوأ أداءً. ولا تزال تطورات صفقة البريكست بشأن مغادرة المملكة المتحدة لعضوية الاتحاد الأوروبي وصراع الموازنة بين الكتلة وإيطاليا، تلوح في الأفق. ومن المقرر أن تصدر المفوضية الأوروبية غداً الأربعاء قرارها بشأن خطة إنفاق روما لعام 2019 والتي تتضمن عجزاً 2.4% من ناتجها المحلي الإجمالي، والتي سبق ورفضتها بروكسل لكن الحكومة الشعبوية رفضت إدخال تعديلات عليها. وفي سوق اليابان ، سيطر الهبوط على المؤشرات أيضاً مع تراجع مؤشر "نيكي" لأدنى مستوى بـ3 أسابيع بالتزامن مع استمرار فضيحة "نيسان". الفائز الوحيد بات الدولار الأمريكي أحد الملاذات الآمنة في العام الحالي مع تصاعد وتيرة التوترات التجارية حول العالم التي أثارها الرئيس دونالد ترامب. وتحول الدولار للمكاسب القوية بفضل ضعف أداء العملات المنافسة للورقة الخضراء على خلفية تطورات سياسية إضافة لخسائر أسواق الأصول الخطرة. وتمكنت الورقة الأمريكية من حصد المكاسب أمام العملات الرئيسية وكذلك عملات الأسواق الناشئة بقيادة الليرة التركية. وتعرضت عملة تركيا والتي بدأت في تقليص خسائرها للعام الحالي مؤخراً، لضربة قوية اليوم بعد تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن معدلات الفائدة في البلاد والتي يرى أنها مستمرة في الهبوط ورغم تصريحات متفائلة من جانب وزير المالية بشأن الأداء الاقتصادي. لكن مع ذلك، تتوالى التصريحات المتشائمة بشأن أداء الدولار في العام المقبل وآخرها توقعات " سيتي جروب " والتي تشير لهبوط محتمل